الأربعاء، 30 مارس 2016

منهجية مبسطة لتلخيص قصة.




v    مقدمة عامة:
     يؤطَّر النص في مجمله حول ما يعالجه من خلال الأحداث و الشخصيات و الفضاء الذي تدور فيه.
مثلا: يعالج النص الذي بين أيدينا حياة طبقة مهمشة في المجتمع و هي الطبقة الفقيرة التي تسكن الاحياء الصفيحية، و يصف لنا تفاعلاتها الحياتية اليومية من كد و جد لأجل تحصيل لقمة العيش و البحث عن الرزق سواء بطرق شرعية تتمثل في أناس طيبين يمثلون قيمة الخير، أو بطرق غير شرعية تتمثل في الغش و السرقة اللذين يمثلهما بعض شخصيات القصة، و تمثل قيمة الشر، كما تعالج القصة بعض المشاكل النفسية و الاجتماعية التي تستوطن تلك الاحياء الشعبية.....
v    الشخصيات:
تنقسم الشخصيات عموما إلى شخصيات رئيسية هي الفاعل الرئيسي في الأحداث، و هي في قصتنا على الشكل التالي: فلان صاحب الشركة و الأب فلان حارس السيارات و فلانة زوجة فلان و و و ...(مثلا). و إلى شخصيات ثانوية تؤثث فضاء و أحداث القصة و منها: فلان بائع الحلوى و فلان الإسكافي و و و ...(مثلا).
و من خلال قراءة القصة يتبين أن جميع الشخصيات تسكن الحي الشعبي حيث تدور الأحداث إلا فلان الذي يسكن حيا راقيا في طرف المدينة و يدير شركة للحليب، مما يوحي لنا بأن كاتب القصة يريد تعرية بعض المشاكل الاجتماعية و الاقتصادية التي تعاني منها شريحة كبيرة في المجتمع، كما أنه يركز في وصفه على نفسية و لباس الشخصيات ليعطي انطباعا عن ظروف حياتهم المزرية، و أيضا ليبرر لهم بعض السلوكات الجانحة أو الصالحة خلال سرد الاحداث، كما فعل حين جعل من حق البطل فلان أن يسرق محل المجوهرات ليعالج مرض أمه أو ليوفر ثمن تذرة السفر إلى مدينة كذا، و لكن يبقى الكاتب مراعيا للقيم السائدة بتحميل البطل تبعات سرقته بوضعه موضع متهم تبحث عنه الشرطة و.....(مثلا).
v    الفضاء أو الزمكان:

§        الزمان: تدور أحداث القصة التي بين أيدينا في زمن السبعينات حيث كان قد خرج العالم العربي من حرب طاحنة ضد إسرائيل، و هو ما يفسر عاهة البطل في رجله بعد عودته من الحرب كجندي مصاب، كما يفسر حالة التوتر السائدة خلال كل الاحداث، مما يجعل القصة كلها صراع نفسي و اجتماعي متكرر ينتهي غالبا بالصلح، و يجنح أحيانا للجريمة كما حدث في قتل فلان لصديقه أو (لفلان اخر) عندما وجده يحاول الإيقاع به في شرك تهمة السرقة، و يتميز أيضا زمن القصة بقلة وسائل الاتصال يظهر في اعتماد الشخصيات للرسائل التقليدية في بعث سلامهم و أخبارهم لبعضهم البعض، كما يفسر حالة جهل بعض الشخصيات للأحداث الدولية بسبب انعدام وسائل إعلام كافية و قادرة على نقل الاخبار بالكفاءة الحالية، أيضا يتميز زمن التسعينات بنوع من الحشمة و الحياء تتمثل في نوع الألبسة التي يصفها الكاتب و تكون غالبا جلبابا أو عباءة مع تغطية الرأس، كما يظهر ذلك في تجنب البطل لقاء ابنة عمه في مكان عام و يكتفي فقط بإرسال ورقة مكتوبة مع ابن الجيران ...(مثلا).
§       المكان: يريد الكاتب إيصال حياة الطبقة الشعبية الفقيرة، لذلك كان لا بد له من اختيار حي شعبي (أو صفيحي) تدور فيه أحداث قصته، فنلاحظ أنه يصف لنا بيوتا خشبية و قصديرية بسيطة البناء و ضيقة تضم الشقة الواحدة عدد أكثر مما تتحمله، فنجد البطل يعيش رفقة أمه و أخواته الثلاث إضافة إلى أخويه، و من خلال قراءة القصة نجد الكاتب يصف ان الازقة ضيقة و عادة لا تمر خلالها السيارة، كما يصف سوقا شعبيا صاخبا بصراخ الباعة ما لا يمكن إيجاده في حي راق من أحياء الأغنياء، و ذلك الصخب و التفاعل الكبير لا بد أنه يؤثر سلبا على نفسية السكان و على علاقاتهم الاجتماعية ما يفسر حادثة الخيانة التي تعرض لها فلان من طرف زوجته، و يفسر عملية الغدر التي تعرض لها فلان من صديقه بعد سرقة ممتلكات فلانة، و يظهر جليا من خلال القصة أن الحي لا يتوفر على شبكة من الماء الصالح للشرب نظرا لما يعانيه الحي من تهميش، و يوضح فساد المسؤولين على توفير حاجيات الساكنة، و هو يوضح حالة التنافر التي بين شخصيات القصة و القانون الذي يبدو ان خرقه أحب إليهم من تطبيقه...(مثلا).

v    الأحداث:
أحداث القصة عموما على الشكل التالي: تبدأ بعودة البطل من حرب الخليج و قد تقاعد بعد سنين من الخدمة العسكرية، فتستقبله زوجته و أولاده بدموع الفرح لم يهتم هو لها لأن قلبه قسا بفعل ما شاهده في الحرب، لكن الأحداث تتطور بهروب ابنه من المنزل نحو مدينة كذا من أجل البحث عن عمل يحقق طموحاته الكبيرة التي يرى أنها ستموت في ذلك الحي الضيق، ما جعل الأب (بطل القصة مثلا) يفقد ثقته في باقي أبنائه و يحاصرهم بقوانين صارمة في الدخول و الخروج و التصرفات داخل البيت و خارجه، و أيضا يفسر لنا رفضه تزويج ابنته الصغرى لفلان الذي تقدم لخطبتها مبررا رفضه بفقر الخاطب، ما سيجعل ابنته تميل للفاحشة حين سمحت لها الفرصة أثناء زيارتها لوالدتها بالمستشفى، و هو ما دفع بفلان إلى ابتزازها مقابل فضح سرها لوالدها و و و ...(مثلا)، و في نهاية القصة يُظهر الكاتب بعض العطف على أغلب الشخصيات بإيجاد مخارج لها، بتزويج الابنة من الرجل الذي خانت والدها معه، و عودة الابن من المدينة للزيارة بعد حصوله على عمل و شفاء الوالدة من مرضها و قبض الشرطة على السارق و و و ...(مثلا).
v    خاتمة:
القصة عموما لا تخرج عن سياق تاريخي كتبت فيه تميز بحرب الخليج و تفاعلات سياسية كبيرة ساهمت في تأطير الاحداث و التأثير فيها، و هذا راجع لرغبة الكاتب في تصوير حياة بئيسة لطبقة فقيرة شعبية، مليئة بالتفاعلات و السلوكات الجانحة في غالبها نحو الخير أو الشر دون حياد، و تظهر رغبة الكاتب في تصوير المشاكل الاجتماعية الكثيرة من خلال التركيز على وصف الشخصيات و المكان بشكل دقيق يقرب الصورة و ينقل القارئ لعالم الأحداث داخل القصة بشكل أسهل....(مثلا).
-----------------------------------
محمد الرامي