السبت، 24 سبتمبر 2016

دولة بلاد الغاب !!



    ليس في المغرب انتخابات نزيهة، هناك فقط انتخابات كريهة، وروائح نتنة لمجمل القيم العاهرة.. ليس في بلادنا سوى طوفان من النفاق وقحط في الصدق.. ادعاءات تلو ادعاءات لتبرير الفسق والفجور على مرأى من الجميع، بذلات سوداء كقلوب أصحابها، أو رمادية أو زرقاء تغلف جيفة تعيش على دماء البسطاء، خطب نارية تخبو بعد قليل فلا يبق منها نور، ويظل دخانها يخنق الأنفاس.. رؤوس كبيرة تطل على منصات أو تتجول في الساحات يملأها الريح والفراغ المحشو بكل الوساخات والتفاهات، وقلوب صغيرة تضيق بنفس صاحبها قبل أن تضيق بالعالم.. ليس في بلادنا منتخبين بل ذئاب تتربص وثعالب تتصيد الفرصة الموسمية..

     ليس ببلادنا أحزاب كريمة، هناك فقط عصابات للجريمة، وجماعات متفرقة لا يجمعها مبدأ ولا وطن ولا رؤية شعبية.. تجمعات سوقية يوحد بينها حس تجاري في بضاعة البشر، وبيع القيم بأبخس الأثمان.. ليس لأحزابنا فكر ولا عمق ولا توجهات محددة، هناك فقط فكرة واحدة هي المال والثروة، التسلط وتحقيق المتع والشهوات، المصلحة الشخصية والمصلحة الشخصية.. هناك أحزاب بائسة وكل حزب بما لديهم فرحون، بائسة ويائسة مضطرة للنفاق والخداع للحصول على مقعد في البرلمان..

      ليس ببلادنا سياسة ولا رؤى مستقبلية ولا أهداف استراتيجية، هناك فقط سباق نحو السلطة للتحكم في مصير العباد، وهمجية في التواصل وفوضى عصبية تقسمنا أقسام.. طموح للسيارات الفارهة والفلل الفاخرة في الأحياء الطبقية، وعزيمة على التضحية لأجل ذلك تتجاوز ألف مرة عزيمة التضحية لأجل فقير في الشارع، ورؤية عمياء لمستقبل قادم لن يستثنيهم حين يجرفنا جميعا للهاوية.. رغبة في النظر للباقين من أعلى وانتظار توسلات الناس أمام كبر متضخم، وحب للسلطة التي تعلق وساما ولا تمارس يوما بأي شكل إلا على الضعفاء..

      ليس ببلادنا نظام ديموقراطي يحترم إرادة المواطن ويقدر اختياره الشخصي، هناك فقط استغلال للمواطن الضعيف واستقطاب جبري للمواطن (المثقف).. توجيه للإرادة الشعبية تحت قوة المال والاعمال، و جَرٌّ للأعناق خاضعة نحو مكتب التصويت للتأشير على رمز المقصلة! هناك فقط نظام ذلقراطي على تعبير المهدي المنجرة رحمه الله، ونظام فسادقراطي يروض الجموع لتقبل بالمسوخ رغما عنها ثم تترقب المعجزات.. ليس ببلادنا نظام أيا كان نوعه بل فقط فوضى عارمة تمولها تجارة كاسدة، وشطط في السلط يبدأ من (مقدم الحي) إلى مستشاري الملك.. الكل يقرر وينفذ ويتقاضى العمولات، والكل يجذف في اتجاه غير باقي الاتجاهات، سبعون ألف حاكم وسبعون ألف نظام وقبطان يتجاذبه الجميع..

     ليس لدينا انتخابات حقيقية، بل هناك فقط مهرجان موسمي يحشد الجماهير للمزيد من التشرذم والشتات والنفاق والعصبية... هناك فقط عرس محرم ينتهي بزواج المتناقضين في غرفة النوام، وحقائب وزارية توزع بين اللصوص فارغة ليملؤوها من ميزانية الدولة خلال فترة حكومة افتراضية.. ليس لدينا انتخابات ولا منتخبين ولا قيم ولا توجهات ولا مبادئ ورؤى مستقبلية ولا أهداف استراتيجية ولا حرية تصويت ومواطنة ولا مواطنين، بل هناك فقط تجمع بشري كبير يحاول كل من فيه اثبات وجوده سواء بقوة المال أو قوة السلاح!!!
---------------------------------------
محمد الرامي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك يبني و فكرك يعلم و يصحح، فاجعله شعلة تنير قلب من تصل إليه.