الاثنين، 13 نوفمبر 2017

القولبة الاجتماعية...


-----------------------------------------

إنهم يريدون نمطا واحدا من التفكير و بالتالي نمطا واحدا من الناس يحكمونه و يستعبدونه، و لذلك ينمطون الأستاذ أولا و يدجنونه و يحولونه إلى آلة فاقدة لأي اختيار، و يبعدونه عن أي مشاركة في القرارات التي تهمه حتى و لو باستشارة بسيطة، يظل يتلقى المذكرات تلو المذكرات  و ينزلها مغيبا ضميره الوطني، و ذلك هدفهم لأنه آلة صناعة مواطن المستقبل و زارع قيمه، و إن نحن طبقا بشكل ميكانيكي و بلا وعي منا بنتائج ما نعمل على إنتاجه، فإننا نشارك بشكل مباشر في هذه الخطة الإجرامية التي تستهدف إقبار التميز و الابداع في هذا الشعب المبدع عبر العصور، و بالتالي نساعدهم على هدفهم في إنهاء أي معارضة لقراراتهم و حذف كلمة لا من قاموس المجتمع، هنا يأتي دور المعلم الحقيقي الذي يحمل رسالة الرقي بمجتمعه و ابناء وطنه و و يتحمل مسؤولية تصحيح مساره، لأنه النجم الأكثر سطوعا بمجتمع يغلفه الظلام، كي يصنع عبر رسالته مواطنا حاملا لقيم المواطنة الحقة و الهوية الأصيلة و الإبداع المتجدد، زارعا فيه مبدأ التفكير أولا و عمق التأمل ثانيا و الاستنتاج السليم ثالثا انتهاء بحكمة اتخاذ القرار رابعا، هذه مهمته قبل أن يحشو رؤوس الأطفال بدروس عقيمة من كل معنى و جافة من كل واقعية..
-----------------
محمد الرامي