السبت، 20 مايو 2017

الانفصاليون الحقيقيون..

كفى من أسطوانة ترهيب الشعب بتهمة انفصاليين او متمردين او مشاغبين، نحن نعلم و أنتم تعلمون أن هذا الشعب غارق في الوطنية و حب الوطن عند قاعدته أكثر مما هو عليه عند أعلاه، و كلما صعدنا نزلت قيمة الوطن مقابل المصالح الشخصية، و الجميع يعلم أن أكبر انفصالي هم من انفصلوا عن الشعب و همومه و تطلعاته، كلنا نعلم أن الدولة اليوم ليست بأيد أمينة، فهناك من يسرقها غصبا من هذا الشعب ضدا على رغباته، و حتى لما وضعناها بآخر فرسان طروادة السي بنكيران جنيْنا فقط زيادات في المعيشة و مساس بالأجور و محاربة الفساد بمحاربة جيوب بسطاء الشعب عوض المساس بشعرة واحدة من المفسدين الحقيقيين الذين يعرفهم الجميع، ليس تواطؤا منه طبعا و لكن خوفا من أذرع تلك الأخطبوطات التي ظنها تماسيح، تجنبا لسيوفهم الطويلة و ليس جهلا بهم.. و اذا كانت تهمة الانفصال ثابتة لا محالة فعليها أن تثبت على كل الكرماء من هذا الشعب، الذين يرغبون في الانفصال عن الفساد و المفسدين، الذين يرغبون في الانفصال عن التجهيل و التفقير و التهميش و التحقير،  الذين يرغبون في الانفصال عن ناهبي المال العام ممن يتجولون بوجوه مكشوفة في شوارعنا بعد ثبوت التهم عليهم، كلنا انفصاليون بهذا المعنى. و لئن كان هذا انفصالا فَلَلْمَغاربة جميعا عليهم الانفصال و الحراك لاستعادة دولة سرقها المفسدون. و نعلم أيضا أن هناك جهات تحاول الاستفادة مما يجري بالحسيمة، و تغذي الغضب ليس حبا في أهل الحسيمة و لكن لحاجة في نفوسهم، أحزاب فاشلة تجرعت مرارة السقوط في الانتخابات تحت ضغط الصناديق، نعلم بذلك و نحذر منه لأننا لا نريد تونس جديدة و لا مصر أخرى، و لا نريد أن تقوم الفوضى لإعادة أحزاب فاشية فاشلة فاسدة لفظتها الصناديق فعادت عبر استغلال هموم المواطن المقهور. بل نحتاج لحراك وطني سلمي لمعاقبة الفاسدين دون السماح لهم بتوجيه عجلة الحراك ليخدم مصالحهم. نريد حراكا يطهر الدولة من الأخطبوطات و يؤسس لحكومة من أبناء الشعب الأكفاء الذين يهتمون فعلا لمصير الدولة اقتصاديا و اجتماعيا و سياسيا تحت ظل ملكية متفهمة مساندة. و لا مغرب للأمام خارج إطار الملكية مدعومة بحكومة ذات صلاحيات موسعة.
------------------------------
محمد الرامي