الخميس، 11 يناير 2018

مغالاة الباحثين و سذاجة المتلقين في علاج المشاكل الحياتية.

بعض الناس يصدقون كل شيء و يعتقدون بكل كلام، حتى لو كان ذلك الكلام يستحيل إثباته علميا و لا يعدو ان يكون تخمينا، اعطي مثالا:
"يعزو بعض الباحثين اسباب التبول اللارادي ليلا عند الطفل الى طلاق الوالدين او شجارهما امامه او الصراخ في وجهه او ضربه، و يذهب مصطفى ابو سعد -على ما له من مكان محترم نقدره- أن ذلك يكون انتقاما من الطفل يقوم به بلا وعيه منه ردا على ما تعرض له من تعنيف او سلوكات ابوية سلبية حضرها."
في نظري كلام الدكتور ابو سعد و امثاله ممن ذكرت كلام فارغ، و لا قيمة علمية له، و هو منتشر في كتب كثيرة سبق لي قراءتها عن تربية الأطفال و متداول بشكل كبير دون ان يكون عليه اي دليل علمي او تبرير مادي، اذ لا يعدو ان يكون مجرد تناقل تخمين لأحد العلماء قدمه ذات يوم، لان التبول اللارادي ليلا علينا النظر اليه من وجهة نظر مادية في وعي الطفل قبل تبريره في لاوعيه، ماذا عن شرب السوائل بعد الغروب الى ما قبل النوم؟ ماذا عن استهلاك الحلويات التي تحفز الحاجة للسوائل و الماء؟ ماذا عن اكل ما يستدعي شرب الماء مرات ليلا كالسمك و ما شابه؟ ماذا عن نقص الاغطية او التعرض للبرودة أثناء النوم خصوصا أن بعض الاطفال لا يحبون الأغطية و يتخلصون منها؟ ماذا عن النقص في تربية الطفل على تحمل مسؤولياته و القيام بأموره الشخصية؟؟؟
لمن يعاني هذه المشكلة من الاباء اتمنى الا ينجروا كثيرا وراء كل التحليلات الفيزيقية قبل استيفاء كل اسباب العلاج المادية. فغالبا -حتى لا اجزم كليا- ما تكون الأسباب قريبة و سطحية سلوكية امامنا بينما نسافر خلف النجوم للبحث عنها.
-----------------
محمد الرامي
#تيقظ_أبصر