السبت، 25 مايو 2019

هل كان فيلم Avengers endgame مخيبا للآمال؟






------------------------------------------------------------------

       كمتتبع و متذوق للأفلام و عاشق للقصص الفلسفية و المثيرة، انتظرت ككثيرين غيري انطلاق عرض الجزء الأخير لسلسلة أفلام "المنتقمون"، بعد جزء ثالث جد قوي يمكن اعتباره واحدا من أقوى إنتاجات هوليود ينتهي نهاية تراجيدية غير متوقعة، و هو الذي تم عرضه السنة الماضية و ترك جماهير السلسلة متشوقة للجزء الرابع و الأخير، حيث كل التوقعات كانت تقول بأن شركة استوديوهات مارفيل ستحقق رقما قياسيا جديدا في الجزء الرابع و ستكتسح السينما العالمية بإنتاج غير مسبوق بعد الإنجاز الضخم الذي ظهر في الجزء الثالث، و قد خرجت فيديوهات كثيرة على يوتيوب و مواقع التواصل الاجتماعي تتنبأ بالمَخارِج و الحلول الممكنة التي قد يلجأ إليها كاتبو السيناريو و مخرجا الفلم، فذهب بعضهم إلى أن ظهور كابتن مارفيل سيكون الحل الأقرب للخروج من النهاية المعقدة التي انتهى بها الجزء السابق، و منهم من خمن ظهور بطل جديد في الفلم و غير ذلك من الاحتمالات التي طرحها كثير من المهتمين بالفلم سواء عربا أو أمريكيين أو أوروبيين، حيث بدا الاهتمام واضحا طيلة السنة الماضية منذ عرض الجزء الثالث و إعلان مارس 2019 موعدا لعرض الجزء الأخير، إلا أني شخصيا بعد مشاهدة الفلم قبل أيام فوجئت بأنه أقل مستوى بكثير من سابقه، حيث ظهرت به أخطاء كثيرة في المؤثرات البصرية لا ترقى إلى قيمة العمل المنتظر، و تضمن حوارات سريعة و مقطوعة أحيانا و سطحية إلى حد كبير، و برودا في المشاعر بعيدا جدا عما تقتضيه المشاهد و المواقف، و فتورا كبيرا لا يتناسب و فيلم تعود جمهوره في الأجزاء السابقة على الملحميات و الحركة المتواصلة، و المشكل أن الفراغ الحركي و الفتور لم يكن لأجل مشاهد بناء القصة أو لإعداد المشاهدين و لكنه فتور غير مبرر، لتمر دقائق عديدة في مشاهد سطحية و بسيطة جدا استهلكت انتظار الجماهير المتعطشة للملاحم المعتادة، فطالت مدة الفيلم ما يقارب ثلاث ساعات مخيبة للآمال، و يتضح كما لو أن الكتابة و الإخراج و المؤثرات لم تأخذها وقتها و تم إنجازها بسرعة كبيرة تخت ضغط الوقت، ما جعلها تنزل بمستوى الفيلم عن الذي كان متوقعا، و لا أحد يقلل من قيمة ممثلي الفيلم المعروفون و البارعين في تقمص أدوارهم، فهم نفس ممثلي الجزء الثالث، لكن الخلل لم يكن فيهم، و إذا كان الفيلم حاليا يحتل المرتبة الأولى في الترتيب و يحصد أعلى الإيرادات، فإن ذلك كما سبقت الإشارة ليست دلائل على نجاح الجزء بل دليل نجاح الأجزاء السابقة، و التشويق الكبير الذي خلفه الجزء الثالث في جماهير الفيلم طيلة السنة الماضية، و لعل الإعلان عن موعد الجزء الرابع في خلال سنة واحدة لعمل يأتي مباشرة بعد أضخم أعمال الشركة كان من الأخطاء التي أثرت على جودة العمل و كسرت بالتالي توقعاتنا جميعا، لأن ذلك وضع العاملين على الكتابة و الإخراج و التأثير الحاسوبي جميعا تحت ضغط رهيب لإنهائه في الموعد المعلن عنه. كما أن نهاية الجزء الثالث كانت معقدة جدا لدرجة لا يمكن لأي كاتب تجاوزها و ليس بأي طريقة كانت، و هذا شيء آخر يبدو أنه كان أقوى من كاتبي السيناريو حتى يتجاوزوه بحل أكثر إبداعا دون السقوط في النمطية التي ما عادت الجماهير تغريها، فظهر الارتجال في الحلول من ظهور كابتن مارفيل فجأة لتعيد توني بمركبته التائهة في الفضاء، إلى طريقة دخولها الباهت مع الفريق، إلى استغلال كتاب السيناريو مجموعة حراس المجرة كجوكيرات يلجؤون إليهم كلما انغلقت في وجههم أبواب الحلول المبتكرة، و ظهرت النمطية كذلك في طريقة استعادة تجميع الفريق التي تكررت كثيرا، حيث تبدأ بالرفض في البداية و إظهار اليأس و الإحباط ثم يأتي بعدها قرار العودة للفريق دون إقناع، كما تظهر النمطية و البساطة أيضا في لجوء كتاب السيناريو أيضا إلى استخدام آلة الزمن التي لم يجدوا صعوبة في اختراعها للعودة عبرها إلى ما قبل حصول "ثانوس" على الأحجار الستة، بهدف منعه من ذلك و إيقاف ما حدث قبل حدوثه، و هو شيء توقعه كثيرون قبل ظهور الفلم لأنه بديهي، و صار كما لو أن كتاب السيناريو اعتمدوا تخمينات الجماهير المختلفة لإيجاد حلول فكانت غير إبداعية بالمرة..
و مما سبق يمكن القول أن الجزء الثالث أقوى جزء في السلسلة، بينما الجزء الأخير هو أضعف الأجزاء و كان مخيبا للآمال.

------------------------------------------------
محمد الرامي: 22/05/2019