السبت، 9 أبريل 2016

أسرار التميز (الحلقة 2 )



     دعني أقول لك يا صديقي: توقف. توقف. توقف. و عد للوراء قليلا، عد لحقيقتك فإنما أنت الآن تعيش الوهم الحقيقي، و تشارك الآخرين أوهامهم، لأن هناك من أقنعكم جميعا أنكم واهمون، و بعيدون جدا عن الحقيقة، ثم قدم لكم بعدها الحقيقة التي يفهمها هو، و مع الوقت دائما، اقتنعتم بحقيقته، و صرتم تفكرون بطريقته، و تحيون الحياة التي يحياها و يريد لكم أن تحيوها معه، تذكر أنك بشر لك حقيقة ولدت معك تقول: أنت مخلوق عظيم، و بداخلك أسرار عظيمة، و من حولك أسرار عظيمة. أنت مخلوق وهبك الله شيئا لم يهبه كثيرا من مخلوقاته التي لا حد لها " العقل "، به تفكر، به تبدع، به تحيا إنسانا، به تختار ماذا تريد، و لا يُخْتارُ لك، أنت مخلوق نفخ فيك الله من روحه، و سخر لك كونه و جعلك في مركزه، أنت مخلوق خلق الله الكون كله، فقط من أجلك، و سيفنيه بفنائك. لقد خدعوك بحياتك الرتيبة و صدقت خداعهم، فقل الآن كفى زورا و انتفض على وهمك، عد لحقيقتك الكبرى، و تحرر من القيود الكاذبة التي وضعها في يديك الآخرون، فكر بحرية و اكتشف أسرار الكون العظيمة، تدبر في نفسك و من حولك و استكشف الحقائق الكبيرة، و لا بد أنك في الأخير ستقول: كيف لم ألاحظ أني أسبح في الرمل بينما البحر على بعد أمتار؟ كيف قضيت عمري أقلد الآخرين و أنفذ أوامرهم بينما أملك شخصية مستقلة، و روحا كريمة؟ كيف اعتقدت يوما أن الحياة هي الآخرون، و أن الحقيقة هي الآخرون، و أنه علي أن أكون كالآخرين؟ حاول أن تحرر فكرك و روحك و بدنك و تكسر قيودك و تتخلص من وهمك، افعل هذا حالا و قلها بصوت عال: " أنا حر ". قلها في غرفتك، لوحدك، مع الأهل، مع الاصحاب، في الشارع، في المقهى، لا فرق، تحرر من نظراتهم، من أفكارهم، من أوهامهم، قل أنا حر و تعال معي في هذا الكتاب، لنسافر معا في سماء التميز، و نتدرب معا على طريقة العيش التي نختارها، ليس التي يختارها لنا الآخرون. و تذكر ما قاله الحكيم كونفوشيوس قبل ثلاثة آلاف سنة:" رأيك فيَّ، لا يدل عليَّ، و لن يدلَّ عليَّ.." و ذلك لأن رأيهم فيك، نابع من رأيهم في أنفسهم، و من فهمهم هم للحياة، و من اعتقادهم الشخصي عن الأشياء. فهم يمنحونك رأيهم في أنفسهم، و لا علاقة له بك أو بحقيقتك. 
------------
محمد الرامي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك يبني و فكرك يعلم و يصحح، فاجعله شعلة تنير قلب من تصل إليه.