هل
تعرف قصة العادي؟
يحكى أن رجلا كان يجلس في المقهى يقرأ جريدة،
و فجأة وقف على رأسه شاب يلهث من الجري، و هو يقول له: أسرع، أسرع فزوجتك قد ولدت
لك طفلا. لكن الرجل رد عليه بهدوء و هو لا يكاد يتحرك من مكانه: لقد أخفتني، ظننت
في الأمر مصيبة! ماذا لو ولدت زوجتي، فالأمر عادي، كل النساء تلد! فعاد الشاب
خائبا و أخبر الجميع أن الأب لم يهتم كثيرا للولادة و اعتبر الأمر عادي، فقرر الجد
تسمية الصبي " عادي "، و فعلا بدأ الطفل "عادي" يكبر بطريقة
عادية؛ يلبس ألبسة عادية، و له أصدقاء عاديون مثله، و يعامل أبويه بطريقة عادية، و
يدرس في مدرسة عادية، و يحصل على نتائج عادية، و يزاول أنشطة عادية، و يفكر بطريقة
عادية. و كبر الطفل و صار شابا، فاختار للزواج شابة عادية، و بنى أسرة عادية، و
أنجب بدوره أبناء عاديين، و ذات يوم بينما هو يجلس في المقهى مع أصحابه، جاءه شاب
يجري و هو يلهث و يقول: أسرع، أسرع فقد مات والدك. نظر إليه بهدوء و هو يقوم:
عادي، فكل الناس ستموت يوما. إلى هنا انتهت القصة، لكني أسألك: هل أنت أيضا اسمك
عادي؟ هل أطفالك عاديين؟ أم أنت متميز و تختار لأطفالك ما يميزهم؟ هل تدفعهم لحب
التميز و العمل من أجله؟ أنت مسؤول عن واقعك و واقع أطفالك، " كلكم راع و كلكم
مسؤول عن رعيته "، و عليك أن تختار بين أن تسمي نفسك و أطفالك " عادي
"، أو أن تسمي نفسك و أطفالك " مُمَيَّز ".
------------
محمد الرامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
رأيك يبني و فكرك يعلم و يصحح، فاجعله شعلة تنير قلب من تصل إليه.